Admin الأستاذ بن اعراب محمد
عدد المساهمات : 614 تاريخ التسجيل : 04/01/2009
| موضوع: أنت من طلبة العلم؟...أنت من الحريصين على الاستفادة من وقتهم؟...تجنّب هذه الآفة السبت 4 أبريل - 23:41 | |
| التسويف: ثمة آفة من أشد الآفات خطرا على انتفاع الإنسان بيومه وحاضره، وهي التسويف والتأجيل، حتى تصبح كلمة "سوف" شعارا له وطابعا لسلوكه. قيل لرجل من عبد القيس: أوصنا. فقال:" احذروا "سوف". وقال آخر: "سوف" جند من جند إبليس، فمن حق يومك عليك أن تغمره بالنافع من العلم، والصالح من العمل، ولا تسوف إلى غد حتى يفلت منك حاضرك فيصبح ماضيا لا يعود أبدا. فعليك أن تزرع في يومك لتحصد في غدك، وإلا ندمت حيث لا ينفع الندم. وكتب محمد بن سمرة السائح إلى يوسف بن أسباط بهذه الرسالة: "أي: أخي، إياك و تأمير التسويف على نفسك، وإمكانه من قلبك، فإن محل الكلال، وموئل التلف، وبه تقطع الآمال، وفيه تنقطع الآجال، فإنك إن فعلت ذلك أدلته من عزمك وهواك عليه فعلا، واسترجعا من بدنك من السآمة ما قد ولى عنك، فعند مراجعته إياك لا تنتفع نفسك من بدنك بنافعة، وبادر يا أخي فإنك مبادر بك، وأسرع فإنك مسروع بك، وجد فإن الأمر جد، وتيقظ من رقدتك، وانتبه من غفلتك، وتذكر ما أسلفت وقصرت، وفرطت وجنيت وعملت، فإنه مثبت محصى، فكأنك بالأمر قد بغتك، فاغبطت بما قدمت، أو ندمت على ما فرطت. آفـات التسويـف: وفي التسويف، وتأخير واجب اليوم إلى الغد آفات. أولها: أنك لا تضمن أن تعيش إلى الغد. دعا أحد الأمراء رجلا صالحا إلى الطعام، فاعتذر بأنه صائم فقال الأمير: "أفطر وصم غدا. قال: وهل تضمن لي أن أعيش إلى الغد؟ وليت شعري من يضمن لأحد أن يعش إلى غده. والموت يأتي بغتة، وهو يأتي بأسباب شتى؟ وموت الفجأة في عصرنا أكثر منه في أي عصر مضى، برغم تقدم الطب والعلم، ولكن الطب لم يمنع الموت بالسكتة والذبحة وغيرها، والعلم لم يمنع الموت بسبب الحوادث التي لا تحصى كل يوم من جراء أدوات الحضارة: السيارات والطيارات والآلات والأجهزة الميكانيكية والكهربائية وغيرها، بل العلم هو الذي هيأ الموت بهذه الأسباب، حيث كان الإنسان قبل عصر الصناعة في أمان منها. ثانيا: إنك إن ضمنت حياتك إلى الغد فلا تأمن المعوقات من مرض طارئ، أو شغل عارض أو بلاء نازل، و لهذا كان الحزم أن تبادر إلى فعل الخيرات، وداء الواجبات، وكان العجز أن تسوف وتؤجل حتى تفوتك الفرصة، وتشكو من الغصة.. وقد وعظ النبي صلى الله الله عليه وسلم رجلا فقال له: "اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، و صحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك" وقال أحد العلماء لبعض الشباب: اعمل قبل ألا تستطيع أن تعمل، فأنا أبغى أن أعمل اليوم فلا أستطيع. وكانت حفصة بنت سيرين تقول: يا معشر الشباب: اعملوا، فإنما العمل في الشباب. ثالثا: أن لكل يوم عمله، ولكل وقت واجباته، فليس هناك وقت فارغ من العمل، ولما قيل لعمر بن عبد العزيز وقد بدأ عليه الإرهاق من كثرة العمل: أخر هذا إلى الغد. فقال: "لقد أعياني عمل يوم واحد، فكيف إذا اجتمع علي عمل يومين؟ وقال ابن عطاء في الحكم: حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها، و حقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها، إنه ما من وقت يرد إلا ولله عليك فيه حق جديد، وأمر أكيد، فيكف تقضى حق غيره، وأنت لم تقض حق الله فيه؟ رابعا: أن تأخير الطاعات والتسويف في فعل الخيرات يجعل النفس تعتاد تركها، والعادة إذا رسخت أصبحت طبيعة ثابتة يصعب الإقلاع عنها، حتى إن المرء ليقتنع عقليا بوجوب المبادرة إلى الطاعة وعمل الصالحات، ولكنه لا يجد من إرادته ما يعينه على ذلك، بل يجد تثاقلا عن العمل، وإعراضا عنه، وإذا خطا يوما إليه خطوة كان كأنما يحمل على ظهره جيلا. ومثل ذلك نجده عند التسويف في التوبة من المعاصي والمخالفات، فإن النفس تعتاد ارتكاب الذنوب، والتقلب في الشهوات، حتى يعسر فطامها عنها، فإنها في كل يوم تزداد شغفا بها، وملاصقة لها، ويزداد حجم المعصية، ويتفاقم أثرها في القلب حتى يغشاه سوادها، ويعمه ظلامها، فلا ينفذ إليه شعاع من هدى، أو بصيص من نور. وفي الحديث:" إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فان تاب ونزع واستغفر صقل منها، وإن زاد زادت، حتى يغلف بها قلبه، فذاك الران الذي ذكره الله في كتابه(كلاّ بل ران على قلوبهم )"(المطففين14). خامسا: أن العمل هو مهمة الإنسان الحي، فالمرء الذي لا يعمل لا يستحق الحياة، والعمل مطلوب من الإنسان ما دام فيه عرق ينبض، سواء كان عملا دينيا أم دنيويا. ومن الحكم المأثورة المشهورة عند المسلمين: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك توت غدا. | |
|
أ . بولزرق
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: " إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس " الجمعة 24 أبريل - 5:42 | |
| [ b]بارك الله فيك يا أستاذ على هذه الكلمات الطيبات و ازيد فأقول ما قاله العارف بالله الشيخ القاضي : " ابن عطاء الله السكندري " في حكمه الشهيرة بـ : " الحكم العطائية " يقول : " إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس " ، فنفس الانسان إن لم يلجمها بلجام الشدة و الجدية تركته يغرق في برك الانشغالات المتراكمة و هو لا يدري أن دائرة الاهتمامات و الانشغالات في اتساع مستمر فاليوم عمل إن لم ينجز غدا صار مع عمل جديد عمل آخر و بعد غد صاروا ثلاث و كل يوم يمر يتراكم فيه عمل قديم مع جديد و هكذا و يوم يشد المرء مئزر الجد و العمل يحتار ما يعمل و أي الأمور اولى و ما أقدّم ؟؟ و بم أبدا؟؟ و تختلط الأمور و يبدأ الضغط و القلق و الحيرة و الابتئاس و شتى أنواع الهموم و الغم ، و المشكلة في أصلها رعونة و الرعونة من لوازم الصبيانية في التفكير و السلوك و في معرض هذا الكلام ذم شديد اللهجة قاسي النبرة ، فلو كانت الجدية سيفا على التردد و الانجازية قاطعا للتسويف لما كان حالنا ما هو عليه الان و لما صارت الأمة إلى ما هي عليه الان . اللهم استرنا و وفقنا لما في الخير و الصلاح [/b] | |
|